کد مطلب:71011 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:641

مع الأصبغ بن نباته











یذكر أحد أصحاب الإمام أمیرالمؤمنین، وهو الأصبغ بن نباته ما رآه من فضائله ومكارمه قائلاً: كنت مع الإمام أمیرالمؤمنین بعد صلاة العشاء وذهبت معه إلی منزله المتواضع فی الكوفة، وكان یحتوی علی ساحة وإلی جانبها بیت، وفوق البیت غرفة تتوسط السطح، وفی تلك اللیلة نمت أنا وسط ساحة المنزل ونام أمیرالمؤمنین فی الغرفة التی كانت تتوسط السطح، وبعد أن وضعت رأسی علی الوسادة بعض الوقت، أحسست بأمیرالمؤمنین قد نزل من السطح وترك فراشه وهو فی حالة إرهاق وتعب، فتعجبت من نزوله وهو بهذه الحالة، وقلت له: یا أمیرالمؤمنین ماذا ترید أن تفعل؟

قال الإمام: الصلاة النافلة.

یقول الأصبغ بن نباته، فقلت له: أنت یا مولای تعبت فی النهار، فمن الصباح إلی المساء تقوم بخدمة الناس، ولا ترید أن تستریح فی لیلك، فلماذا تُحمِّل نفسك أكثر مما تطیق؟

فأجابه الإمام: یا أصبغ، إن نمت النهار ضیّعت رعیتی، وإن نمت اللیل ضیّعت نفسی.

نعم، یجب علینا أن نتعلم من الإمام أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب هذه الروح، وهذا الاستعداد والإخلاص حتی نحصل علی سعادتنا فی الدنیا والآخرة[1] .







    1. أنظر تنبیه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص166، وفیه: «سمع رجل من التابعین أنس بن مالك یقول: نزلت هذه الآیة فی علی بن أبی طالب أمَّن هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّیْلِ سَاجِداً وَقَائِماً یَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَیَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ (سورة الزمر: 9)، قال الرجل: فأتیت علیا لأنظر عبادته، فأشهد الله لقد أتیته وقت المغرب فوجدته یصلی بأصحابه المغرب، فلما فرغ جلس للتعقیب إلی أن قام إلی العشاء الآخرة، ثم دخل منزله فدخلت معه فوجدته طول اللیل یصلی ویقرأ القرآن إلی أن طلع الفجر، ثم جدد وضوئه وخرج إلی المسجد فصلی بالناس صلاة الفجر، ثم جلس فی التعقیب إلی أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل یختصم إلیه رجلان فإذا فرغا قام آخران، إلی أن قام إلی صلاة الظهر فجدد لصلاة الظهر وضوءه ثم صلی بأصحابه الظهر، ثم قعد فی التعقیب إلی أن صلی بهم العصر، ثم أتاه الناس فجعل یقوم إلیه رجلان ویقعد رجلان وهو یقضی بینهم ویفتیهم إلی أن غربت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد بالله سبحانه أن هذه الآیة نزلت فیه».